اليوم جاء زوّار إلى بيت دلولة، صديقات أمها مع أطفالهن، ففرحت دلولة جدا بحضورهن، ولعبت مع الأطفال كثيرا.
لعبوا في صالة البيت، وفي غرفة دلولة مع ألعابها الكثيرة، وفي حديقة البيت الكبيرة .. لعبوا في كل مكان.
وقبل أن يذهب الزوار أعدت أم دلولة عشاء شهيا للضيوف، فأكل الجميع وشبعوا ثم شكروا أم دلولة وخرجوا من عندها
سعداء بالوقت الجميل الذي قضوه عندها.
وبعد انصراف الضيوف وجدت أم دلولة البيت في حالة فوضى كبيرة، والأوساخ في كل مكان، ولأن الخادمة سافرت منذ
عدة أيام، احتارت أم دلولة كيف ستنظف البيت لوحدها؟..
فطلبت الأم من دلولة أن تساعدها، لكن دلولة كانت متعبة جدا من اللعب وتريد أن تنام، فرفضت دلولة مساعدة والدتها،
ولكن والدتها غضبت منها جدا وقالت لها :
- يجب على البنت المطيعة أن تسمع كلام أمها عندما تطلب منها شيئا ما.. ويجب على البنت أن تغسل يديها ووجهها
وأسنانها قبل أن تذهب إلى النوم..
ولكن دلولة لم تسمع كلام أمها، وأصرّت على أن تنام دون أن تساعدها في تنظيف البيت ودون أن تغسل وجهها ويديها وأسنانها.
وبعد عدة أيام كانت دلولة تجلس في البيت تشاهد التلفزيون، وفجأة سمعت صوت شيء ما يتحرك في صالة البيت،
وعندما بحثت عن مصدر الصوت وجدت فأرا كبيرا يسير في البيت، ويصعد فوق الأثاث ويوسخ كل شيء بوساخته،
فخافت دلولة وصرخت من شدة الخوف، وذهبت إلى أمها فأخبرتها عن الفأر، فقامت أم دلولة بالاتصال بسرعة بشركة
مكافحة القوارض، التي تقوم باصطياد الفئران في البيوت. فأتى عمال الشركة واصطادوا الفأر. لكن أم دلولة غضبت
كثيرا من دلولة وقالت لها:
- دخل الفأر البيت بسبب اهمالك ولأنك لم تساعديني في تنظيف البيت، والفئران تدخل البيوت غير النظيفة .. لذلك يجب
أن تساعديني دائما في تنظيف البيت حتى تصل الخادمة الجديدة.
وفي اليوم التالي استيقظت دلولة من النوم وهي تشعر بألم قوي في أسنانها، فذهبت لأمها تشكو لها ألمها، فأخذتها أمها إلى
طبيب الأسنان، وعندما فحص الطبيب أسنانها وجد أن هناك سنّا بين أسنان دلولة أصبح مسوّسا، ويجب أن يعالجه لها
بأسرع وقت ممكن حتى لا تتضرر بقية أسنانها. فبكيت دلولة كثيرا واعتذرت لأمها وقالت لها:
- أنا آسفة يا أمي .. فلو أنني سمعت كلامك وساعدتك في تنظيف البيت، وغسلت يدي ووجهي وأسناني قبل النوم لما
حصل ما قد حصل ولم تتضرر أسناني ولم يدخل الفأر بيتنا .. وأنا أعدك يا أمي بأنني لن أكرر غلطتي هذه وسأساعدك
دائما في أي طلب تطلبينه مني.